ريشة بجناحين !


كنت ذاهب للتسوق مع والدتى ، المكان مكتظ بالسيارات أصوات السيارات اكثر من اصوات الناس ، امرّ بصعوبة ، للتنقل بين البائعين ... 
حينها وجدت شيئاً ابيض وقد اخترق مجال بصرى ، لم اُعِرْ له اهتماما اعتقادا منى بانها ريشة قد طارت من احدى الدجاجات الموجودة فى محل بجوارنا ، لكن سرعان مالفت انتباهى حركاته الغريبة فهى - على عكس الريش - ، تطير كما تشاء مع حركات غريبة ..

دققت النظر لاكتشف ماهية هذا الشئ ..
إنها فراشة ، فراشة بيضاء صغيرة ، ما اجملها اطلت النظر اليها ورحت اسبح فى الخيال ، فاذا انا وقد تحول الشئ الذى تحتى المدعو بالاسفلت، إلى ارض خضراء ، لا وجود للسيارات او الاشخاص فقط انا وتلك الفراشة ، رقدت على الارض وقد شعرت ان السماء الزرقاء الصافية تحضننى ، أخذت اتأمل تلك الفراشة وكيف تحيا وماهو مصدر عيشها ، ولم يكن يقطع تفكيرى الا عندما رأيتها واقفة على يدى ، تنظر إلىّ بعينيها اللتان لا اعرف كيف هو شكلهمها ، وفجأة ، وبينما أتأملها تطير فى الافق ، انهارت فجأة ، واخذت فى الهبوط بشكل سريع ، لا اعرف ماذا حدث ...

افقت من غفلتى لارى حولى السيارات فى كل مكان ، وقد كوّن دخانها سحبا سوداء ، ادركت انها سقطت ، بفعل هذه السحب الدخانية ..
حاولت ان التقطها من الأرض التى تملأها المياه المتسخة واعقاب السجائر المحترقة ، والزجاج المكسور ، لكن كانت السيارة اسرع منى اذ قامت بدهسها ، والمرور سريعاً ، اخذت انظر الى اطارات تلك السيارة وقد التصقت الفراشه باحداهما وهى تمض بعيدا ، ولم اجد ما افعله سوى الرجوع إلى البيت مع والدتى التى نسيت امرها تماما ...

علتى استطيع نسيان ماحدث ، لكنى وبعد خطوات قليلة ، استرعى انتباهى ، شئ ابيض على الارض ، اسرعت نحوه لقد كانت هذا الشئ ، احد جناحيها ، التقطته مسرعاً ، ووضعته بين يدى اتأمله ، وقد تحول لونه بعض الشئ الى الاسود ، قررت ان اخذه معى ...

- تمت -
محمود عبدالشفيع ... 10 يونيو 2013