دماء الحب الطفولية !





الأشجار تملأ المكان ، الطريق ممهد ولا وجود للسيارات .. 
فقط بعض من التلاميذ المترجلّين إلى مدارسهم جاملين حقائبهم الصغيرة . 
ذلك الفتى مع صديقُهْ يتسابقان إلى بابا المدرسة .

وذلك الصغير مع تلك الصغيرة ، وقد بدا تمسكهما ببعضهما فقد يكونا جيران أو اصدقاء ،
فى طريقهما لرسم لوحة الحب المستقبلى ذو البداية الطفولية - كما سمعت -
ويتحدثان معاً عن حبهما رغم صِغر سنهما .

وبينما الولد الصغير يضحك ، وينظر لتلك الجميلة الصغيرة ، فإذا بسيارة تخرج من ذلك المنحنى ، دون ان ينتبه الطفل او السائق
قاما بالاصطدام .
رأيت امامى هذا الطفل وحبيبته على الأرض تسيل دماؤهم وقد ظل كلاً منهم ممسكاً بيد الآخر ، وطارت ورقة من اليد الاخرى للطفل ، امسكت بها مسرعاً

قرأت ما بها كالآتى :

" انا بحبك يا ياسمين ، هنفضل سوّا حتى لو سافرت عشان ادرس لما اكبر واحقق حلم بابا ، انا بحبك " مؤمن ...



- تمت -

عبدالله فرحات .. 30 يونيو 2013 

مجتمع القيود ، وقيود المجتمع !



ولا تقل أن المجتمع هو من فرض القيود ، فعلينا احترامها ! 
فالمجتمع كالقدر ، كما ذكرت آنفاً ، انك من سمحت له بالتحكم فيك ، فلم يقم المجتمع بفرض تلك العادات والتقاليد من تلقاء نفسه ، وإنما نحن من قمنا برسم تلك العادات 
_ حسَنها بقبيحها _ ، وسلمنا أنفسنا لها 
كى تفرض الهيمنة علينا وتتحكم بنا كما تشاء .. 

ثم نأتى فى نهاية الأمر قائلين : 
" إنها العادات ، إنه المجتمع . " 

ماهو المجتمع اصلاً ؟! .. كيف ترسم تلك الكلمة فى عقلك عند نطقها ؟!
أهو النطاق الضيق الذى يحيط بك _ تلك القرية او تلك المدينة _ ؟!
أم النطاق الأوسع _ تلك الدولة _ ؟!
ام انه قول الحكماء ، ام انه اقوال التخبة المسيطرة فى ذلك الزمن ؟!
لا هذا ولا ذلك هو من أمرك بأن تتبعه ، بل انت من قلت :

" إنى سلّمت نفسى إليك فلجّمنى بعاداتك التى صنعتها انا من اجلك !! "
.. أى غباءٍ هذا ؟!

ليس معنى كلامى هو الخروج على ( كل ) تلك العادات أو القواعد ..
وإنما التمر على ( بعض ) منها ..
فالبعض منها نشأ فى ظل تواجد بعضاً من الغيوم السوداء المشَّربة
ببعض الجهل وقلة المعرفة ، نشأ فى الماضى ، وقد لا يواكب الحاضر والمستقبل
لكننا آمنا به ، ماهذا الركود الفكرى ..

الثبات على فكرة مجتمعية قد يحاربها المنطق ، ما هو إلا عفن
قد تكتَّل فى الماضى وسمحنا له بالاسترخاء وانتشار بقية العفن .

ومن الأمثلة الصريحة التى قد تكون المُؤَيد لكلامى هذا ، ذلك المثل الشعبى :
" انا وأخويا على ابن عمى ، وانا وابن عمى على الغريب "

أى مبدأ هذا ؟!
وكأن الاولوية للأقرب من ناحية درجات النسب !
أو ان أقربهم إلينا أحق بالمساعدة ثم الأبعد !!
ذلك ترتيب عدائى ، بعيداً عن انه قد يقترب من منطقية التفكير والحقوق المفروضة !!

التسليم لكثير من الأمور قد يؤدى للهلاك !

فلا تقل : أفكار المجتمع وتقاليده التى علىّ الالتزام بها والتسليم لها دون نقاش .

وإنما قُل :تلك أفكار المجتمع وتقاليده التى وضعتها بنفسى ، وعلىّ احترامها .
لكن يجب أن ازيد من مرونتها لمواكبة التطورات العصرية لتلك الحياة .

عبدالله فرحات ... 30 يونيو 2013 

كلمة عن الكلمة !


من المشكلات الكبرى التى دائماً ما تواجهنا بنى البشر .. 
" الكلمة " ، تلك النعمة التى حبانا الله بها ومنّ علينا بها ، 
لكنها نِقمة خفية لم يُدركها الكثير ... 
تلك الكلمة التى تصنع الآن مقالى هذا .. 
والتى تبعث إليك رسالة تُخاطب عقلك _ الساكن أحيانا _ 

لم نُدرك حتى الآن _ رغم كثرة الحديث فى ذلك الموضوع _ 
مدى صعوبة وسهولة الكلمة فى نفس الوقت 
صعوبة اختيار تلك الملائمة للموقف ، والمُخرِجَة من الأزمات ..
وسهولة تلك المشاغبة ، ومُدِثَة الفتن .

حتى الآن لم نُدرك هذا ، حتى الآن لم نشعر بالمشكلة من جذورها ، والتصديق بها.
الكلمة تلك تستعين بكثير من المساعدين ، من إيماءات ورموز
قد يستخف بها البعض وقد لا يقدرونها احياناً .

تلك الكلمة التى تصنع النقاش ومنه إلى الصدام او ماشابه ،
أحياناً بسبب ضعف بلاغة الكلمة ، فهناك مقولة احبها كثيراً :

" معظم الخلاف يقع بين ما اقصده انا ..
وما تفهمه أنت . " - مجهول -

وكل هذا سبب الكلمة ، وتلك الكلمة من اوقفتنى عن الإطالة فى هذا المقال ،
لايصال تمام الفكرة ، وإيصال الرسالة كاملة ، لأننى لم املك الكلمة ،
او الكلمة القوية ذات البلاغة المباشرة .

عبدالله فرحات .. 30 يونيو 2013 

بالمشقلب !



لو أن الحلال حرام والحرام حلال ، لاستحللنا الحرام وحرّمنا الحلال ، وهكذا .. ! 
ماذا لو عشنا تلك الحياة بـ " المشقلب " ؟! 
تخيل ان ذلك الحلال اصبح حراماً 
او ان هذا الحرام اصبح حلال 
وأن المخيف ومُسَلٍ ومطمْأَن اصبح العكس 
وأن الخطِر آمن 
والآمن خطِر 
وأن كل ماكان بالأعلى أصبح بالاسفل 
وأن كل مانعيشه تحوَّل إلى نقيضه تماماً 
وكان النقيض هو مانعيش .. كيف ستكون الحياة ؟! 

تخيل ان كل ما هو مُستبعد _ لأنه نقيض لما نعيش ولايصلح _ أصبح الأساس ..

لو أن الكذب أصبح الأساس .. والصدق هو النقيض المنبوذ .
لو أن الحرام أصبح الأساس .. والحلال هو النقيض المنبوذ .

تلك الصور ترسم بصعوبة ، لم ولن نستطيع إكمال رسمتها أو رؤيتها حتى ..
هل لو كان العالم كذلك كنا قد استطعنا التعايش معه
أم لن نستطيع ، ام اننا لم ندرك غرابة الأمر بعد فيصعب القرار ؟!

عبدالله فرحات ... 27 يونيو 2013 

عالم يسكنه الضلال !



أعيش حياة عادية وسط عائلتي وأهلي ، اخرج صباحا لأقتات لهم وأمسي ، وقد أعدت زوجتي المنزل لراحتي ، وفجأة .. 

حدث شجار بيني و بينها كان علي اثره أن طلقتها ثلاثا .



ومرت الايام وعدت إلي رشدي وقررت ارجاعها ... 
ذهبت إليها وحاولت مصالحتها ولكنها قالت انني لا يجب ان ارجعها الا اذا تزوجت بآخر .... حاولت افهامها انها كانت طلقة واحدة لانها كانت في جلسة واحدة ولكن كانت محاولاتي في مهب الريح .... 
حاولت مرات عديدة ، حتى اقترحت علىّ ان اسأل شيخاً يظهر على احدى القنوات وهو سيأتى الى مدينتنا قريبا ، انتظرت مجيئه بشوق ولهفة .. 
وعندما جاء ذهبت اليه ، فرأيت رجلا وزوجته يتحاكمان عنده فاستمعت الى حديثهما 
- الذى اشتكت فيه الزوجة سؤء معاملة زوجها لها - 

كان رد الزوج انه هو الرجل فى البيت وان الزوجة يجب عليها طاعته ، وكانت المفاجاة ان رأيت هذا الشيخ وقد انحاز مع الرجل ضد زوجته حيث قال " الرجال قوامون على النساء " ،
ولم يشأ الشيخ سماع المزيد من الزوجة ... 
وعندها تقدمت اليه ورويت له قصتى .. 
فماكان منه الا ان قال انها يجب ان تتزوج بآخر .. 
قلت لها انها طلقة واحدة وليست ثلاث واستندت فى ذلك الى حديث لرسول الله 
– صلى الله عليه وسلم – ، لاحظت القلق والتوتر بدوا عليه وآثار الدهشة على الحضور ولكن سرعان ما اصر الشيخ على موقفه .. 
فسألته على حكمه فيمن سبقونى واوضحت ان الايه التى ذكرها معناها ان الرجل هو الذى يتولى مسئولية البيت ورعايته وليس بان يتحكم ويتجبر على زوجته فازداد قلقه ودهشة الحاضرين ولكن منهم من سئم منى فحاولت انقاذ الموقف وسألته مرة اخرى هل الكفر اسبق فى الوجود من الايمان ؟!
اجاب بسرعة وقد بدا عليه الارتياح والثقة بالنفس نعم واضاف معللا انه لولا وجود الكفر ماكان هناك ايمان فى تلك اللحظة احسست بشحنة من الادرينالين ، 
قد طغت على جميع جوانبى واندفعت قائلا :
ان الايمان هو اسبق وجوداً من الكفر معللا ، بان اول من خُلق من البشر هو سيدنا آدم وقد كان مؤمناً واوضحت ايضا ان الكفر معناه الضلال فكيف نضل اذا لم يكن هناك طريقا او شيئا نضله والكفر ايضا معناه التغطية والستر فنقول كفر الشئ اى غطاه فكيف نستر او نغطى اذا لم يكن هناك ما نستره او نغطيه ..
فى تلك الاثناء شعرت بالقلق اكثر على وجه الشيخ كما شعرت باننى اصبحت غير مرغوب بالتواجد من قِبل الشيخ والحضور الذين راحو يهمهمون بكلمات سمعت بعضها : 

" من هذا حتى يتكلم فى الدين ؟ 
هل يعرف شيئا عن الدين بقدر الشيخ حتى يكلمه هكذا ؟ " 

وازدادت الهمهمة فقررت المغادرة والذهاب الى دار الافتاء حتى 
اعرف أعلى صواب انا ام على خطأ ؟ 
بعد ان ادركت ان هذا الشيخ هو من محافظتنا وينوى الترشح لمجلس الشعب !!

- تمت -
محمود عبدالشفيع ..  18 مايو 2013





خطباء النوم !


عجبي علي الخطباء اللي لولا انهم بيغيروا مواضيع خطبهم ، كنا قولناها عن ظهر قلب ....
هي دي مشكلة الخطباء في مصر متعودين علي روتين معين ما بيغيروهوش المقدمة هيّ هيّ ،
 و الخاتمة هيّ هيّ ، حتي طريقة الكلام ما بتتغيرش ، عشان كده ما نستغربش
لما نلاقي الناس بتنام اثناء الخطبة مهما كان اهمية الموضوع .. الخطيب مش قادر يقنع المستمعين .
اللي اعرفه إن الخطبة بتعتمد علي إستمالة المستمعين عن طريق جُمل قصيرة
 تجذب إنتباههم ، و مخاطبة العقل عن طريق ذكر الحقائق ودي مش مشكلة الخطباء
- لانهم ما لقوش اللي يوجههم من الاول -  ،  فالمفروض وزارة الاوقاف تكون موفقة اكتر من كده في اختيار الخطباء . 
وارجع تانى واقول : 
  " عجبى على بلدى " 

محمود عبدالشفيع ... 28 يونيو 2013 

مالم يُدرَك بعد !!


انظر للامور من الجانب التى تفرضه ، وليس ما تفرضه انت ! 

(1) 

لم يُخلق أو يتواجد شئ على سطح تلك الكرة الارضية ، لأنه ذلك الشئ فحسب ، وإنما لغرض ما قد يؤديه ، وقد يستمر مخبأً للابد ، لن نعرفه !! 

هذا ماتحتاج اليه الايدلوجية المصرية المتشبعة 
بالتعصبات والتطرفات والتحيزات " المصلحجية " 
لم يدرك الكثير من الفصائل السياسية حقيقة الامر بعد ...

ان تلك المعارضة يجب الا تعارض لانها معارضه
أو " انا بعارض عشان انا بعارض وخلاص " ..
وإنما المعارضه من أجل تقديم الحل ، وإيقاف السيل المنجرف بالبلاد نحو اللانحو
- الغير معروف من الاصل -

وكذا التأييد ، يجب الا يكون تأييد من اجل انه تأييد أو ان المؤَيَد ( بفتح الياء )
هو المنتمى لذلك الفصيل الذى ينتمى اليه عزيزى المؤَيِد ( بكسر الياء ) .

(2)

وكذلك مايجب الإيمان به ايضاً وبتشبُع ، هو انها لن تدوم تلك المعارضة او ذلك التأييد ..

فالمعارض غداً مؤيد بعد غد
والمؤيد اليوم معارض غداً

وذلك ما يخشى تجربته اى فصيل ، والإيمان بالعقلانية فى ذلك الأمر ..
حيث ان الظرف هو الحاكم على حالتك ..
بشرط الا تكون مصحوبة بتبرير سخيف ، او نفاق مخادع .

(3)

سئمنا التفرقة والتحزب وتلك الفكرة ، رغم وجوبها
فأنت تبحث عمن يشاركك التفكير ، ليس من يتبع فكرة واحدة
لانه من الصعب إتباع فكرة واحدة بكم هائل من الناس ..
الكثير يشابهوننا فى التفكير ، لكن لكل منا رؤيته الخاصة لتلك الفكرة !

فأنت مثلاً ، ليبرالياً كنت او علمانياً او شيوعياً او اخوانياً حتى ..
عليك الاعتقاد بفكرة واحدة او مبدأ واحد تنظرون له جميعاً
برؤَى مختلفة وجانب مختلف .. وتلك هى الرسالة !!

عبدالله فرحات .... 27 يونيو 2013

عم سيد ، ورامى المفترى !!


- عم سيد ، خُد الورقة دى وهات الطلبات . 
-حاضر يا استاذ رامى .
- ابقى طلعهم للمدام فوق بقى ، وضيف البقشيش ع النوتة برضه !! 

همهم فى سره " شحات وعايز فينو " ! 

- بتقول ايه ياعم سيد ؟! 

- بقول تحت امرك يابيه ... 
بس يا استاذ رامى الحساب تقل اوى !!

- انت مالك مش انا اللى هدفع ؟!
- لا ماهو انا كده هيتخرب بيتى .

بدأت تجاعيد وجه استاذ رامى فى الظهور وعروق العصبية كادت ان تخرج من بين جلده لتضرب عم سيد !!
ثم عقب قائلاً :

- ورينى النوتة والحساب كده ياعم سيد !!

قام بالتراحل بين صفحات الحساب المتراكم ،
ثم قام بتمزيق اوراقه ودهسها تحت قدمه !

- كبر دماغك ياعم سيد !!
- منك لله حرام عليك روح اللهى يخرب بيتك زى ما خرب بيتى اوكل عيالى منين ؟!

انصرف الاستاذ رامى ولم يعقب وقام باشعال سيجارهُ الضخم وركب سيارته الفارهة وانطلق
وبينما هو منطلق وفى طريقه لعمله ، قام بعمل حادث ، ادى الى تعلقه ، بين الحياة والموت ، ولم يمت وظل معذباً كما هو !!

- تمت - 
عبدالله فرحات ... 23 يونيو 2013 

لكمنى بكى وشهِّد واشتكى !




علت اصوات " موتورات " السيارات ومنبهاتها - الكلاكسات - .. 
اصوات الضجيج تعلو لأولئك ..
ويتأفف الاخرون ..
والبقية مابين الشتائم وسب الاديان ..

سبب تلك المعمعة المفتعلة ، احد السائقين من اصحاب العقول الضيقة 
قام بايقاف السيارة فى الطريق - حيث لا يمكن الوقوف - بشكل مثير للاشمئزاز ...
فأخد مساحة لا يستحقها من الطريق وكان صاحب الشاحنة الكبرى يريد المرور 
- عجوز مسكين - ، فلا يعرف هل يقوم بالـ " التحضين " ذات اليمين ام ذات اليسار
لو كان اليمين لدهس السيارة اليمنى ، ولو كان اليسار لـ دعك اليسرى ..

لكنه بدون قصد ، قام بالاحتكاك ، بتلك التى على يمينه ..
زمجر صاحب السيارة - الاحمق الذى اوقف سيارته ، بغباء مفتعل -
وقام بالقفز ليتسلق الشاحنة ووّجه لكمة قاسية ، لذلك العجوز الطيب !

ورغم انه المخطأ واللاكم والاحمق ، زمجر قائلاً :

- اما انت مش عارف تسوق ، بتسوق ليه ؟!
الله يحرق اللى علمك السواقة فى يومك ده !!
انت عارف عربيتى بكام ؟!!

ثم سبقه الى قسم الشرطة ليقدم فيه بلاغاً
( باهانته ، وعدم اجادة العجوز المسكين قواعد السواقه واعتداءه عليه ، واتلاف سيارته )
وسط جمع من الشهود المأجورين ..
لم يكن امام العجوز المسكين الا ان يدفع المبلغ ، او يُحبس !!

- تمت - 
عبدالله فرحات ... 23 يونيو 2013

الاهمال المُبالَغ


السيارات مازالت تسير كالعادة لكنها فى تزايد ..
مصابيح الانوار فى الشارع مازالت مضاءة ..
وفد من الاطفال أتى فى ذلك الشارع الضيق ، كأنه ماراثون قام باحتلال ذلك المكان .. 
وفجأة التف هؤلاء الاطفال البرءاء حول عربة " الفيشار " ..
ذلك الرجل المترجل دائماً دافعاً العربة امامه ، رافعاً صوت السماعات بالقرآن الكريم ، فينتشر الصوت فى محيطه ... 
ارتفع صوت البائع فى اثناء احدى مناقشاته مع احد الزبائن 
- الذى كان يتخلل الاطفال الصغار -

قام الرجل بتلبية رغبات الاطفال حيث ابتاعوا منه ما يشاؤن من الفيشار ، وقد هموا بالانصراف
واتخذوا وضع الاستعداد للجرى ..
وبينما هم فى اول خطواتهم بتلك الاقدام التى لم تملأ " الشباشب " حتى ...
حتى اتت سيارة قامت بدهس اثنين من اولئك الصغار .
اكمل الباقى الجرى ..
اكمل البائع الحوار ..
اكملت السيارات السير ..
اكمل الناس المرور ..
لم يحفل احد بما حدث وكأن شيئاً لم يكن ..
ظل الطفلان ملتصقين سوياً على الارض فى بحر دمائهم دون اهتمام .

- تمت -
عبدالله فرحات ...  23 يونيو 2013 

الفرَّان المقرف !!



الطوابير البائسة مازالت فى تزايد امام ذلك المخبز المتهالك المبنى .. 
الشمس محرقة لا احد يستطيع تحملها والانتظار تحت حرارتها تلك . 
السيارات تنثر عوادمها على فى الهواء لترسم لوحات من الغبار فى الارجاء ..
الاطفال الصغار يتراشقون الحجارة كعادتهم فى اللهو والمزاح الثقيل .. 
الفتيات الصغيرات تلعبن تلك اللعبة المفضلة لديهن " الحجلة " ... 

مازالت الطوابير فى انتظار ان يحن عليهم ذلك ( الفرّان ) ليخرج لهم " قفصاً "
من العيش لكل فرد من الافراد ..

لكن ذلك ( الفرّان ) بارد الاعصاب ، قام بالخروج خارج المخبز ، وضغط على اطراف
( مناخيره ) بانامله المتسخة ، وافرغ ما فى مناخيره من مخاط ، ثم قام بمسح يده فى ملابسه !!
ثم عاد الى " السير " لالتقاط العيش لوضعه على الاقفاص ،
وسط ذهول من الناس لتلك " القرف " اللعين .

- تمت - 


عبدالله فرحات ...  21 يونيو 2013 

قراءة فى كتاب " موسوعة الظلام "



الانتقال بين صفحات ذلك الكتاب الرائع - موسوعة الظلام - 
فى البداية قد يصيب بالفزع ولكن حين تأخذ جولة سريعة بين صفحاته ، ستعلم كيف وعن ماذا يتحدث ، ستتشوق الى قراءة ذلك الرائع - الكتاب- ، حافل بكثير من المعلومات الغريبة او باختصار كما قام الكتَّاب بوصفه على الغلاف الخلفى له :

" ان الكتاب يتحدث عن المجهول ، عن الاسرار الرهيبة ومن صوروها بجرأة 
فان يجمع كل هذا فى موسوعة ، كأنك يمكن ان تحتوى خيال الانسان
وكوابيسه فى كلمات . "

الكتاب يحتوى على المدخل الرئيسى لعالم الرعب وأدبه ، وعالم ماوراء الطبيعة
والكتاب للحداثى فى المجال - ادب الرعب - عليهم الاستعانة به ، قبل البدأ فى الكتابة ، ندمت شخصياً كل الندم عندما بدأت فى كتابة بعضاً من الرعب دون معرفة هذا الكتاب ، شئ من العبقرية فى التلخيص والتجميع المعلوماتى المُبهر
انصح بقرائته للقضاء على كل مايجول فى الخاطر من معلومات خاطئة ، لتُمحى وتُستَبْدل بتلك الصائبة الموَّثقة ، وفاتحة المجال للمعرفة اللامنتهية .

أذكر مما ورد فى الكتاب فى ايجاز ، من عناوين رئيسية يتحدث عنها وهى ماتهم كل قارئ او كاتب فى ذلك المجال ...
( اوجزت الكتاب كاملاً ، لكننى لم اقرأه كاملاً ،
انما قمت بالتجوال بين صفحاته لاجمع تلك العناوين المُبهرة )

العناوين بتشمل الظواهر الخارقة للطبيعة ، واشهر الشخصيات فى تصوير الفنون فى الرعب وماشابه ، واشهر السفاحين مثلاً ... الخ
التلخيص فيما يأتى ( قرر ما تريد قراءته والمعرفة عنه ) :
------------------------------------------------------------------
اكل لحوم البشر ..
اطلنطس ..... وبيحكى صحة تواجدها او لا !!
الاشباح ..... مرفق بيها صور عن اشباح ظهرت بالفعل !!
الاسترفاع ... ودى حالة من الحالات الخارقة للحواس ..
ازيموديوس ..
الاحتراق الذاتى ..
ابراكساس ..
الجاثوم
جانستفلد
جراند جينيول
الجن
جياللو
جيلر ( يورى جيلر )
الحاسة السادسة
الحصر النفسى
الخطرد ( عبدالله الخطرد )
حوريات كوتنجانى
الخفيانية
الخوف
جيفرى داهم
دراكيولا
دكتور جيكل ومستر هايد ( قصة مشهورة )
Emile Boirac
دونر
ديجافو ..

ودى حالة بتحصل ، ولما تقرأ هتفهمها وممكن تستعين
بمقطع الشاعر : مصطفى ابراهيم :
“بعد اللى كل الناس شافوه
إزاي مازالوا بِيعرفوا.. فرق لقطات الإعادة
من حالات الديچاڤو؟ ”

ديزان
راسبوتين
راكب ( الاوتوستوب ) الشبح
رايس ( آن رايس )
راين
ام شلاشل ... ودى شخصية مشهور عند المصريين ( رغم انى اول مرة اسمع عنها )
إينوخ
باثورى
باراسيكولوجى
كليف باركر
بازازو
بانشى
تيد باندى
بايروكيزنيش
برايس
بعلزبول
بلافاتسكى
بلفيجور
ديفيد بلين
بو ( إدجار آلان بو )
التواجد المزدوج
التحريك عن بعد
تحضير الارواح
تحوت
تخاطر
لون تشانى
التعويذة
تناسخ الارواح
الثقوبة
ابراكادبرا
ابراكيناس
لافكرافت
رجل العث
الزايرجة
ريا وسكينة
جورج روميرو
روزويل
الروح الشريرة
الرهاب ( الفوبيا ) ... جميع الانواع هيتم ذكرها فى الكتاب !
ازادوديوس
ديمترى ( قصة )
الطلسم
الطقوس الكاثوليكية
طرد الارواح
طارد الارواح
الصخور الغامضة
شيلى ( مارى شيلى )
شمس المعارف الكبرى .. وده كتاب اللى بيمتلكه ، بيتم اعدامه !
الرعب النفسى
شاميلان ام نايت
رعب الخوارق
رعب الوحوش
رعب الموتى الاحياء
رعب المهووسين
سينما الرعب
سناف
السحر
السجلات الاكاشية
ستوكر
سادو
زيير
زومبى
زودياك

قمت بتجميع تلك المصطلحات لمحاولة الالمام بحدود ذلك المجال اللامنتهى ، ومعرفة ( الراس من الرجلين ) ، فاذا احببت الاطلاع على الكتاب او البحث عن تلك المصطلحات كما يحلو لك .. قراءة سعيدة 

عبدالله فرحات ...  21 يونيو 2013 

ارض الجليد اللعينة ، وجنة الارض !!





(1)

حفيف الاشجار ، بدأ صوته فى الارتفاع ، الهواء شديد ويكاد ان يتحكم  بى يميناً ويساراً 
المكان ذو ظلام دامس بالكاد ارى امامى بمسافة لا تزيد عن المتر ، بدأت فى الدوار حول نفسى محاولاً فهم واستيعاب الموقف ، لكن لاجدوى من التفكير المستمر ، تكاسلت حتى عن اخراج معداتى العلمية من الحقيبة 

مكثت فى مكانى وقمت بالجلوس على الارض والاستناد الى الشجرة الضخمة التى كانت ورائى 

اغمضت عيناى وابحرت فى بحر الاحلام ، حتى افقت على اصوات زقزقة العصافير التى كانت تقف على تلك الشجرة 
فتحت عيناً ثم الاخرى واغمضتهما مرتين ، "ادعك " فيهما بشدة لاستوعب ما ارى ، ذلك المكان المبهر 
اشجار ضخامتها ونسقها كبهو الاعمدة فى الاقصر
الوان العصافير تريح العين وتبعث النفس للنوم والارتياح 

ذلك المكان الذى حللت فيه ، كان بمحض الصدفة ، بعد ان كنت انا وفريق العلماء الآخرين فى رحلة استكشافية ، وكنا فى طريق العودة من القطب الشمالى 

قفزت قطعة من الثلج الضخم الى الاعلى وكانت فى صراع مع الرياح الشديدة ، حتى اطبق علينا الاثنين واختل توازن الطائرة 
فسقطت وسقطتنا منها متدحرجين ليلاً 
وكان من نصيبى ذلك المكان الرائع .. 

كانت حقيبتى معى جينما وقعت ، فقد كنت دائماً ما اضعها على ظهرى لا تفارقنى لحبى الشديد وتمسكى بها ، بدأت فى اخراج معداتى العلمية التى امتلكها 

بدأت فى تحديد المكان 
لا استطيع استيعاب ما ارى على الاجهزة 
اننا فى نفس المكان الذى قمنا بالاقلاع منه إلى رحلة العودة ، نفس المكان لكن على عمق يبعد بالكيلومترات تحت الجليد العلوى ذلك 

ماهذا اهى جنة الارض ، ماهذا احاول الاستيعاب والنطق لكننى بدأت اهمهم بطلاسم لا افهمها 

ثم بدأت فى وضع اجهزة الاتصال .. هل ستعمل ؟
نعم انها تعمل 

!! لازم اتصل بالفريق باى شكل او بمركز القيادة -


(2)

 كنا فى السنوات القليلة الماضية نبحث عن حل لحماية البشرية من خطر ذوبان الجليد فى السنوات القادمة 

وقد تخيلنا بالفعل وجود مخبئ ما تحت ذلك المكان لكى نلجأ اليه ، لكننا لم نعلم اننا لن نحتاج الى الامكانيات المجهدة لتوافر الحياة فى مثل هذا المكان .... كل الظروف قد توافرت 

الماء فى تلك البحيرات التى تتلألأ على الجانبين
الغذاء من تلك الاشجار الضخمة التى تزدهر بما لذ وطاب من النباتات المختلفة 
الحيوانات والطيور التى تنشر هنا وهناك تنحدر من سلالات قد تميل للانقراض ، واخرى لتلك المنقرضة سابقاً 
والاغرب هو تواجد منفذ لاشعة الشمس 
كيف لا اعرف ، ربما لان الفتحة التى سقطت من خلالها الى ذلك المكان هى السبب 

كان معى وقتها اداة لتسلق الجبال ، التى قد اعتدنا استخدامها 
حاولت بعثها للاعلى لمعرفة كيف تكون نهاية ارتفاع ذلك المخبئ العجيب 
لكن فشلت المحاولة فى التحديد ، حاولت معرفة ماهى المسافة التى نبعدها ، عن اقصى قاع الارض 
فوجدت ان تلك الطبقة من خلال معرفتى الدراسية والعلمية انها تصلح للمعيشة فهى على بعد مناسب من مناطق اندلاع البراكين والزلازل ، وهناك فرصة للتفادى عند حدوثها 

قام مركز القايدة باعادة الاتصال بى لابلاغى بوصول فريق بحثى مساعد الى القطب الشمالى ، محاولين تعقب مكان للنزول الىّ 

بدأت اصوات الطائرات فى الاقتراب من مكانى وقد ميزتها جيداً
بدأت فى الصياح بصوت عالٍ لجذب اسماعهم ، حيث انهم قد وصلوا للمكان المطلوب ولكن ليس الىّ ، وبعدها بدقائق عثروا على مكانى

تم تحديد المكان بالضبط من خلال اجهزة التعقب لدى المجموعة التى قامت بالنزول الآن ، قامت المجموعة الاخرى فى الاعلى بارسال المعدات عبر تلك الفتحة العجيبة التى نزلنا من خلالها

بعدما قام الفريق بدراسة المكان جيداً
وجدوا ان المكان يسير على مساحة واسعة تحاكى نفس الهيكل والمحيط العلوى من القطب الشمالى
ياللعجب

فكر الكثير من الاصدقاء العلماء بان نستمر فى ذلك المكان محاولين توسعته ليشمل المناطق التى تحتمل وقوع المخاطر ، فتكون بمثابة الملاجئ من تلك المصائب

عاد الفريق الى مركز المعلومات لمناقشة الفكرة .. عارض الثلث تلك الفكرة لكونها اقرب الى الخيال ، لكن الثلثين اقروا بالموافقة على الفكرة

تم ارسال فريق من كبار الباحثين والمتخصصين فى المجالات الشقيقة المتعددة


(3)

وبعد مرور الاسبوع الاول 
كان الفريق قد توصل لرسم المكان بالكامل 
والمتطلبات اللازمة لتوسعة المكان ومحاولة استنساخه فى المناطق المجاورة لتغطية اكثر الاماكن اهمية 

الفكرة والمكان الذى سقطتنا فيه غير معقول تصديقهما 
اكتشفنا بعدما قمنا بدراسة كيف لنا ان نقع فى مثل هذا المكان 
!!وجدنا ان اختلال توازن الطائرة الذى كان سبب سقوطها ومنه نزولى لذلك المكان ، لكن اين المدخل ؟ 

انها كتلة من الجليد التى تنطلق مرتفعة كل فترة متباعدة تقارب العام من تاريخ الحدث الماضى ، وقد كانت تحدث فى
الماضى القريب ، لكن لم يتوصل اليها احد ، وكان حليفنا الحظ حينما وصلنا اليها 
تلك كانت معلومات مختلطة بالقراءة العلمية والتخيلات 

الاهم ما فكرنا فيه ، هو ان نُكمل فى ذلك المكان ما بدأناه 
حدثت المفاجأة ، لم نكن نتوقع ، ان ذلك الحدث رغم تباعد تكراره ، ان يحدث على فترة متقاربة من الاولى 
نفى ذلك الحدث التصورات جميعها 

فجأة ظهر كائن غريب جداً ، لا نعرفه تماماً ، لم نتعرف عليه من قبل ، لا بد انه من السلالسل المنقرضه او انه نوع جديد انحدر من سلالات متواجده بندرة 

ذلك الكائن الضخم هو ما يقوم بدفع الكتل الثلجية ، وذلك عندما يقوم بفرد جسمه عند الاستيقاظ للتخلص من خموله 

دقائق وبدأ فى الظهور العديد من سلالة ذلك الكائن الغريب 
وفجأة بدأت فى مطاردتنا جميعاً ، قامت بدهس جميع المعدات وقتل جميع الباحثين 

لم يتبقى سواى ، انا وصديقاى الآخرين 
فقد استطعنا الهروب واللجوء لاحد الاماكن ، التى وضعها الحظ لنا فى طريقنا اثناء الركوض 


بدأنا فى لفظ انفاسنا 
ولكن كيف سنعود من ذلك المكان اننا فى الارض ، نريد ان نعيش حياتنا ( الفوق ارضية ) كيف سنعود والمعدات قد دُمرت 

وجدنا شعاع ينثر خيوطه فى ذلك المكان 
انها فتحة صغيرة ، بدأنا فى السكع لمحاولة صناعة مخرج 
لحظة ، الحقيبة مازالت على ظهرى 
 لخفة وزنها لم اشعر بوجودها ، فقد خُففت احمالها مسبقاً 

بدأت فى اخراج " الشاكوش " الضخم والسكع على ذلك الحائط ، حتى اكتمل المخرج لاحجامنا الضئيلة
انه ممر اخر
لكنه يبدو قصيراً ، كان ذلك الممر يسير للاعلى على مايبدو ، لكننا لم نشعر بذلك حين مشينا عليه
عبرنا الممر وجدنا انفسنا على مشارف الخروج والعودة الى ارض الجليد مرة اخرى

عدنا وقد كانت طائرات مركز القيادة تحلق لتتابع بنفسها ، لانقطاع وسائل الاتصال
قمنا باخبار مركز القيادة بالامر

وتم ارسال الاوامر ، الى الجهات العسكرية المختصة لارسال الجيوش اللازمة ، للتخلص من الكائنات تلك
وتحقيق الحلم العلمى ، الذى قد ينجو بارواحنا جميعاً

- تمت -

عبدالله فرحات ...  16 يونيو 2013 

قاتل من الجحيم !


(1)

اعتدت ان اسلك ذلك الطريق – المؤدى الى المقهى المفضل لدى - ، شرفات المنازل القصيرة المتدلية الى الامام
بمساحة غير صغيرة ، متراصة فوق بعضها لارتفاعات كبير ، اناس يتجولون فى الطريق ، اصوات الصياح والشتائم تعلو ، مختلطة بأصوات اذان الجوامع مع صخب المدينة الناتجة عن السيارات و " كلاكساتها " ، الحسناوات من الفتيات يجُبن
" الطريق ، ويتبخترن بمشيتهن واصوات الشباب تعلو بكلمات " ياابيض ، يا احمر .. جو الوان قوس قزح ده 



رغم كل هذا فقد كنت منعزلاً تماما هائماً فى افكارى المعتادة ، رغم انى رأيت كل هذه التفاصيل ، ولم اقم الا برسمها
! فى مخيلتى ، لم اقم حتى بالتدخل فى تلك التفاصيل لاضيف اليها


لكن كان الاهم هو ما استرعى انتباهى ، بدأت بعض القطرات تسقط على رأسى وعلى يدى ، لم اهتم فى البداية اعتقدت انها قطرات الماء لاحد احبال الغسيل المتراصة تلك الملابس عليها
!!! لكنها كانت قطرات من الدم 



(2)

عدت الى الخلف مرة اخرى لاتعرف على المكان الذى سقطت منه تلك القطرات ، فوجدته مبنى من المبانى التى يكثر الدخول اليها ، لكن كيف هذا لم يقم احدهم بالانتباه ! ، ربما لانى من قمت بالمرور من اسفل الشرفة ، ولم يمر غيرى حتى الآن مثلاً ، نظرت للاعلى ، وجدت الدم يسيل ، من يد مطروحة على الارض فى الشرفة الاولى تلك التى كانت الاقرب الىّ ، لحظة صمت وذهول لدىّ ، انها شرفة شقة احد اصدقائى – قبل ان ينتقل الى اخرى - ، نزلت الى مدخل  العمارة ، وصعدت على السلالم المتهالكة التى تكاد تكون اشبه " بسلم موسيقى " مضطرب من الاصوات التى تصدر عند
!الوطوء عليها بالاقدام البالية


اكملت الصعود حتى وصلت لباب تلك الشقة ، ضغطت على الجرس لاكثر من مرة ، لا احد يجيب ، قمت بالـ "سكع " على الباب محاولاً لفت انتباه من بالداخل ، فلم يقم احد بالفتح ، ترددت ما بين كسر الباب والدخول ، او الاتصال بالشرطة ،
! لكننى لم أتأكد بعد من انها جثة او ماشابه

فقررت الدخول ، لكن ليس عن طريق كسر الباب ، فلقد عدت للاسفل مرة اخرى ، وحاولت التسلق لصعود الشرفة ، لم يكن الارتفاع كبيراً وقد تعلمت من احد اصدقاء بعضاً من " حركات الشقاوة " واسلوب " الصعالقة الصغار " ، ولاننى كنت املك صورة مخططة لتلك الشقة فى عقلى ، فلقد دخلتها كثيراً قبل ان يتركها صديقى ، استطعت التسلق ثم الدخول ،
!ورأيت ماكنت اتوقع ... انه الرجل الذى اشترى تلك الشقة من صديقى ولكن من فعل به هذا ؟


كعادتى دائماً احب المغامرات فلقد اكثرت من مشاهدة مسلسل " المحقق كونان " عندما كنت صغيراً وقد كنت دائماً
... اتمنى ذلك اليوم الذى ساقوم باخراج " كونان " الذى يعيش بداخلى 



حاولت حل اللغز الذى اراه امام عينى فوجدت قطرات من الدم على الارض ، راسمة لخط منحنى يدل على مكان مرتكب الجريمة
تتبعت الخط المنحنى ذلك ودخلت الى الغرفة ابحث عن اى دليل ، ولدقة ملاحظتى وجدت قدماً بارزة وراء الستار ، حاولت الاقتراب ، لكننى كنت خائفاً ، ولكن بعدما تشجعت وقمت بجذب الستار وقع ماكان يحمل تلك الجثة الهامدة حتى سقطت هى الاخرى ، تلك الضحية الثانية هى زوجة صاحب الشقة 

فى تلك اللحظة ،ٍ سمعت صوت شئ ما قد سقط على الارض ، وقد تهشم كان الصوت اشبه بتكسير الزجاج ، لكن زجاج ماذا؟ ، لم اعرف ، خرجت للتحقق .. انه زجاج النافذه المؤدية الى " المنور" حاولت التتبع لكنى لن استطيع ان اقفز تلك المسافة التى يغطيها الظلام ، حاولت الاتصال بصديقى 
لكن حدثت المفاجأة ، صوت الهاتف ، انه هاتف صديقى ، هل يعقل ان يكون من فعل هذا ؟   


حاولت اعادة النظر لمكان الزجاج المكسور ، انه حذاء صديقى ( كل التفاصيل اعلمها عن صديقى لاننا معاّ دائماً .. ) ، قمت بالبحث فى بقية الشقة لاجد طرفاً لذلك الخيط المنسدل الى مالا نهاية حتى الآن ، وجدت صديقى صريعاً على
الارض ، غارقاً فى دمه فى غرفته القديمة ،  فيبدو انه دخلها ليستعيد ذكرياته القديمة ، لكن مالذى اتى به الى هنا ؟

الاهم ان الامر قد ازداد تعقيداً ، لكنى عاندت نفسى وفكرت فى حل تلك القضية وحدى ،وبينما انا مستغرقاً فى تفكيرى
فى ذلك اللغز ، سمعت صوت الهواء السريع ، كأن شخصاُ كان يجرى بسرعة هائلة ومع احتكاكه بالهواء اصدر ذلك الصوت

: بصوت اجش رحت قائلاً 

         مين هنا ؟! .. اطلع ياجبان ، واجهنى -

رد علىّ بقهقهة متقطعة ، لم اعرف مكانها بالضبط ، حاولت تتبعها وتوصلت لمكانه حاولت ان ادخل لكنى ظننت انه يحاول خداعى ، ليوقعنى فريسة له 

لكننى فكرت فى خداعه كى اوقعه هو ، حاولت الاختباء لضربه على رأسه ، لكن ماظهر امامى نفى كل التصورات ، دمية سوداء قد سقطت امامى ، قد اعدها ذلك الماكر ، قبل ان يغادر من المنور،

صوت القهقهة كان الحاسوب قد اصدره من احد الافلام المشغلة عليه مسبقاً ، فتلك هى غرفة الفتى المدلل ابن صاحب الشقة – المقتول - ، كما اتضح لى مما رأيته
!! فصورته على الجدار وقد كنت اعرفه معرفه بسيطة 


(3)

قطع تفكيرى البائس جرس الشقة المزعج ، مرة .. ثم الاخرى .. ثم الثالثة
حاولت الاختباء ، بعدما سمعت ارتطام بالباب ، كأن احدهم يحاول كسره لاقتحام المكان
كُسر الباب وكان احد الجيران الذى لاحظ بعض التفاصيل كقطرات الدم مثلاً فى الشرفة ، اصوات الزجاج منذ قليل ، و
!!  صوات الصراخ التى اصدرتها 

دخل وراؤه مباشرة ابن صاحب الشقة
- الذى بدت على ملامحه الانهاك والتعب من صعود السلالم – كما قد توقعت

: دخل الشقة قائلاً 

          فى ايه ياعم صلاح ؟  -
       !! والله يبنى سمعت اصوات غريبة وكده ، ورنيت الجرس محدش رد قلقت قمت كاسر الباب -
         ايه ده بابا ؟! بابااااااا -
          يالهووى ... استاذ حسين ، ايه اللى جراله بس ؟ -


تابعت المشهد وانا مختبئ ، بعيداً عن الانظار ، حتى لفت انتباهى (حيث انى كنت بحمد الله وفضله ذو نظر مَصْون )  ، قطرات الدم على قميصه فاتح اللون ، وبقعه على رقبته ، كأن احداً  قد امسك به قبل لفظ انفاسه الاخيرة 


كاد عم صلاح ان يتحدث بصوت مرتفع ليخبر الجميع فى العمارة ، بعد كل ما رآه ، فقد كان يحاول الاستيعاب
: لكن هذا الفتى قام ، بمعنه

        ! بس ياعم صلاح ، ده شكله تار ، وانا هحل الموضوع بمعرفتى -
         . لا يابنى ماينفعش ، انا لازم ابقى معاك ، ده ابوك الحاج حسين يعنى جارنا الجديد ، ولازم حق الجيرة بقى -
         ! عم صلاح كلمة ومش هتنيها ، لو فتحت بقك او عرفت ان الكلام وصل لحد ، هفرغ ده فـ دماغك -
.. واشار الى مسدسه الصغير 


لكن عندما اخرج مسدسه وقع معه سكين صغير كان عليه آثار الدم ، بدأت فى التأكد بانه القاتل
! كان " عم صلاح " قد ذهب ولم يرى ذلك السكين اللعين 






(4)


حاول ذلك الفتى جذب الجثث الملقاة بسلاسة ، بطبيعة انه يحاول انهاء الموقف بهدوء ، لكنه كان مرتبكاً بعض الشئ
حاولت التسلل ومسك العصا وضربه على رأسه حتى فقد وعيه 
استعدت تفكيرى مرة اخرى ، لتحليل الموقف 

لدى القدرة على حمل ذلك الفتى وتقديمه للشرطة ومحاولة شرح الموضوع بالادلة 
قمت بوضعه فى قماشة بيضاء ، بعد تغطية جسده كاملاً ومحاولة تمويه ما احمل 

! حاولت اغلاق  باب الشقة حتى لا يفسد احد الجيران سريان الخطة بنجاح 

نزلت من على السلالم ذات الاصوات المزعجة خائفاً من جذب الانتباه ، لكن لا داعى للقلق ، فانا فى الطابق الاول ليس  
 الا ، قمت بالتسلل من الشارع الخلفى ، حتى اصل الى قسم الشرطة ، الذى يبعد مسافة تقدر باقل من ربع كيلو متر 

وصلت الى قسم الشرطة ، حاول اعتراضى بعضهم ، لكننى واصلت حتى وصلت لمكتب المأمور ، قمت بالطلب منه ان يتحفظ على ذلك الشخص حتى يفيق 

: وقلت له 
! هشرحلك كل حاجة بالادلة والتفاصيل وتبعت فريق يعاين المكان وتشتغلوا -

علمت من صديقى قبل موته ، انه قد حدث خلاف على اعادة الشقة اليه مرة اخرى ،لكنه لم يستطع ، فعلم الابن بالامر وكان يحاول الحصول على الشقة لنفسه ، وكان يعلم بامر ذلك الخلاف 
وكان يريد ان " يلفق " التهمة لصديقى لكنه لم يستطع فقتل الجميع 
! واستنتجت ذلك من خلال قتل والديه كثيرى الشجار معه  

لم يستطع تنفيذ الجريمة الكاملة ، حيث انه وجد صديقى فى منزلهم عندما اتى للشقة 
وكانت فرصته للتخلص من الجميع لكتم الاسرار 
فقد اتى صديقى فى لحظة غير مناسبة فقام بقتله ، لكنه كان ذكياً يحاول اخفاء الادلة ، لكن كان يريد جذب انتباهى
!! وحيداً ،  وهذا مازاد اهتمامى بالامر اكثر 

لكن تركت السكين فى مكانه واعلمت الضابط بكل هذا وطلبت منه التأكد من الادلة والبصمات 
حتى قامت التحريات ، بكشف صحة الادلة وصحة ما توقعت 

وحينما افاق الفتى وجد نفسه بين ماضغى الاسد فهو فى قسم الشرطة والادلة تحاصره 
قام بالاعتراف .. كانت توقعاتى صحيحة ما استنتجته كان سليماً 

خرجت من قسم الشرطة تاركاً لهم اتمام المهمة ، واكملت طريقى الى المقهى 
لاقابل اصدقائى واقص عليهم ماحدث ، فانا اعشق المغامرات 
لكننى انبهرت بشدة 
!! حتى اتتنى مكالمة ، تخبرنى بهروب القاتل ومحاولته تتبعى 


حتى اتتنى مكالمة اخرى 
: قمت بفتح الخط للحديث ، سمعت المتحدث يقول 

بص ياحبيبى اذا كنت فاكر انى هروح فيها تبقى بتحلم  -
الفكرة فى ان كل الحاجات اللى حصلت دى محدش شافها غيرك، انك انت المقصود ، الدور الجاى عليك ، قال اتحبس
!! قال ..  وحيات امك الغالية لتشوف


! اغلقت الهاتف مفزوعاً ، ولم اعقب 

- تمت - 

عبدالله فرحات ... 15 يونيو 2013