مجتمع القيود ، وقيود المجتمع !



ولا تقل أن المجتمع هو من فرض القيود ، فعلينا احترامها ! 
فالمجتمع كالقدر ، كما ذكرت آنفاً ، انك من سمحت له بالتحكم فيك ، فلم يقم المجتمع بفرض تلك العادات والتقاليد من تلقاء نفسه ، وإنما نحن من قمنا برسم تلك العادات 
_ حسَنها بقبيحها _ ، وسلمنا أنفسنا لها 
كى تفرض الهيمنة علينا وتتحكم بنا كما تشاء .. 

ثم نأتى فى نهاية الأمر قائلين : 
" إنها العادات ، إنه المجتمع . " 

ماهو المجتمع اصلاً ؟! .. كيف ترسم تلك الكلمة فى عقلك عند نطقها ؟!
أهو النطاق الضيق الذى يحيط بك _ تلك القرية او تلك المدينة _ ؟!
أم النطاق الأوسع _ تلك الدولة _ ؟!
ام انه قول الحكماء ، ام انه اقوال التخبة المسيطرة فى ذلك الزمن ؟!
لا هذا ولا ذلك هو من أمرك بأن تتبعه ، بل انت من قلت :

" إنى سلّمت نفسى إليك فلجّمنى بعاداتك التى صنعتها انا من اجلك !! "
.. أى غباءٍ هذا ؟!

ليس معنى كلامى هو الخروج على ( كل ) تلك العادات أو القواعد ..
وإنما التمر على ( بعض ) منها ..
فالبعض منها نشأ فى ظل تواجد بعضاً من الغيوم السوداء المشَّربة
ببعض الجهل وقلة المعرفة ، نشأ فى الماضى ، وقد لا يواكب الحاضر والمستقبل
لكننا آمنا به ، ماهذا الركود الفكرى ..

الثبات على فكرة مجتمعية قد يحاربها المنطق ، ما هو إلا عفن
قد تكتَّل فى الماضى وسمحنا له بالاسترخاء وانتشار بقية العفن .

ومن الأمثلة الصريحة التى قد تكون المُؤَيد لكلامى هذا ، ذلك المثل الشعبى :
" انا وأخويا على ابن عمى ، وانا وابن عمى على الغريب "

أى مبدأ هذا ؟!
وكأن الاولوية للأقرب من ناحية درجات النسب !
أو ان أقربهم إلينا أحق بالمساعدة ثم الأبعد !!
ذلك ترتيب عدائى ، بعيداً عن انه قد يقترب من منطقية التفكير والحقوق المفروضة !!

التسليم لكثير من الأمور قد يؤدى للهلاك !

فلا تقل : أفكار المجتمع وتقاليده التى علىّ الالتزام بها والتسليم لها دون نقاش .

وإنما قُل :تلك أفكار المجتمع وتقاليده التى وضعتها بنفسى ، وعلىّ احترامها .
لكن يجب أن ازيد من مرونتها لمواكبة التطورات العصرية لتلك الحياة .

عبدالله فرحات ... 30 يونيو 2013