دماء الحب الطفولية !





الأشجار تملأ المكان ، الطريق ممهد ولا وجود للسيارات .. 
فقط بعض من التلاميذ المترجلّين إلى مدارسهم جاملين حقائبهم الصغيرة . 
ذلك الفتى مع صديقُهْ يتسابقان إلى بابا المدرسة .

وذلك الصغير مع تلك الصغيرة ، وقد بدا تمسكهما ببعضهما فقد يكونا جيران أو اصدقاء ،
فى طريقهما لرسم لوحة الحب المستقبلى ذو البداية الطفولية - كما سمعت -
ويتحدثان معاً عن حبهما رغم صِغر سنهما .

وبينما الولد الصغير يضحك ، وينظر لتلك الجميلة الصغيرة ، فإذا بسيارة تخرج من ذلك المنحنى ، دون ان ينتبه الطفل او السائق
قاما بالاصطدام .
رأيت امامى هذا الطفل وحبيبته على الأرض تسيل دماؤهم وقد ظل كلاً منهم ممسكاً بيد الآخر ، وطارت ورقة من اليد الاخرى للطفل ، امسكت بها مسرعاً

قرأت ما بها كالآتى :

" انا بحبك يا ياسمين ، هنفضل سوّا حتى لو سافرت عشان ادرس لما اكبر واحقق حلم بابا ، انا بحبك " مؤمن ...



- تمت -

عبدالله فرحات .. 30 يونيو 2013 

مجتمع القيود ، وقيود المجتمع !



ولا تقل أن المجتمع هو من فرض القيود ، فعلينا احترامها ! 
فالمجتمع كالقدر ، كما ذكرت آنفاً ، انك من سمحت له بالتحكم فيك ، فلم يقم المجتمع بفرض تلك العادات والتقاليد من تلقاء نفسه ، وإنما نحن من قمنا برسم تلك العادات 
_ حسَنها بقبيحها _ ، وسلمنا أنفسنا لها 
كى تفرض الهيمنة علينا وتتحكم بنا كما تشاء .. 

ثم نأتى فى نهاية الأمر قائلين : 
" إنها العادات ، إنه المجتمع . " 

ماهو المجتمع اصلاً ؟! .. كيف ترسم تلك الكلمة فى عقلك عند نطقها ؟!
أهو النطاق الضيق الذى يحيط بك _ تلك القرية او تلك المدينة _ ؟!
أم النطاق الأوسع _ تلك الدولة _ ؟!
ام انه قول الحكماء ، ام انه اقوال التخبة المسيطرة فى ذلك الزمن ؟!
لا هذا ولا ذلك هو من أمرك بأن تتبعه ، بل انت من قلت :

" إنى سلّمت نفسى إليك فلجّمنى بعاداتك التى صنعتها انا من اجلك !! "
.. أى غباءٍ هذا ؟!

ليس معنى كلامى هو الخروج على ( كل ) تلك العادات أو القواعد ..
وإنما التمر على ( بعض ) منها ..
فالبعض منها نشأ فى ظل تواجد بعضاً من الغيوم السوداء المشَّربة
ببعض الجهل وقلة المعرفة ، نشأ فى الماضى ، وقد لا يواكب الحاضر والمستقبل
لكننا آمنا به ، ماهذا الركود الفكرى ..

الثبات على فكرة مجتمعية قد يحاربها المنطق ، ما هو إلا عفن
قد تكتَّل فى الماضى وسمحنا له بالاسترخاء وانتشار بقية العفن .

ومن الأمثلة الصريحة التى قد تكون المُؤَيد لكلامى هذا ، ذلك المثل الشعبى :
" انا وأخويا على ابن عمى ، وانا وابن عمى على الغريب "

أى مبدأ هذا ؟!
وكأن الاولوية للأقرب من ناحية درجات النسب !
أو ان أقربهم إلينا أحق بالمساعدة ثم الأبعد !!
ذلك ترتيب عدائى ، بعيداً عن انه قد يقترب من منطقية التفكير والحقوق المفروضة !!

التسليم لكثير من الأمور قد يؤدى للهلاك !

فلا تقل : أفكار المجتمع وتقاليده التى علىّ الالتزام بها والتسليم لها دون نقاش .

وإنما قُل :تلك أفكار المجتمع وتقاليده التى وضعتها بنفسى ، وعلىّ احترامها .
لكن يجب أن ازيد من مرونتها لمواكبة التطورات العصرية لتلك الحياة .

عبدالله فرحات ... 30 يونيو 2013 

كلمة عن الكلمة !


من المشكلات الكبرى التى دائماً ما تواجهنا بنى البشر .. 
" الكلمة " ، تلك النعمة التى حبانا الله بها ومنّ علينا بها ، 
لكنها نِقمة خفية لم يُدركها الكثير ... 
تلك الكلمة التى تصنع الآن مقالى هذا .. 
والتى تبعث إليك رسالة تُخاطب عقلك _ الساكن أحيانا _ 

لم نُدرك حتى الآن _ رغم كثرة الحديث فى ذلك الموضوع _ 
مدى صعوبة وسهولة الكلمة فى نفس الوقت 
صعوبة اختيار تلك الملائمة للموقف ، والمُخرِجَة من الأزمات ..
وسهولة تلك المشاغبة ، ومُدِثَة الفتن .

حتى الآن لم نُدرك هذا ، حتى الآن لم نشعر بالمشكلة من جذورها ، والتصديق بها.
الكلمة تلك تستعين بكثير من المساعدين ، من إيماءات ورموز
قد يستخف بها البعض وقد لا يقدرونها احياناً .

تلك الكلمة التى تصنع النقاش ومنه إلى الصدام او ماشابه ،
أحياناً بسبب ضعف بلاغة الكلمة ، فهناك مقولة احبها كثيراً :

" معظم الخلاف يقع بين ما اقصده انا ..
وما تفهمه أنت . " - مجهول -

وكل هذا سبب الكلمة ، وتلك الكلمة من اوقفتنى عن الإطالة فى هذا المقال ،
لايصال تمام الفكرة ، وإيصال الرسالة كاملة ، لأننى لم املك الكلمة ،
او الكلمة القوية ذات البلاغة المباشرة .

عبدالله فرحات .. 30 يونيو 2013 

بالمشقلب !



لو أن الحلال حرام والحرام حلال ، لاستحللنا الحرام وحرّمنا الحلال ، وهكذا .. ! 
ماذا لو عشنا تلك الحياة بـ " المشقلب " ؟! 
تخيل ان ذلك الحلال اصبح حراماً 
او ان هذا الحرام اصبح حلال 
وأن المخيف ومُسَلٍ ومطمْأَن اصبح العكس 
وأن الخطِر آمن 
والآمن خطِر 
وأن كل ماكان بالأعلى أصبح بالاسفل 
وأن كل مانعيشه تحوَّل إلى نقيضه تماماً 
وكان النقيض هو مانعيش .. كيف ستكون الحياة ؟! 

تخيل ان كل ما هو مُستبعد _ لأنه نقيض لما نعيش ولايصلح _ أصبح الأساس ..

لو أن الكذب أصبح الأساس .. والصدق هو النقيض المنبوذ .
لو أن الحرام أصبح الأساس .. والحلال هو النقيض المنبوذ .

تلك الصور ترسم بصعوبة ، لم ولن نستطيع إكمال رسمتها أو رؤيتها حتى ..
هل لو كان العالم كذلك كنا قد استطعنا التعايش معه
أم لن نستطيع ، ام اننا لم ندرك غرابة الأمر بعد فيصعب القرار ؟!

عبدالله فرحات ... 27 يونيو 2013 

عالم يسكنه الضلال !



أعيش حياة عادية وسط عائلتي وأهلي ، اخرج صباحا لأقتات لهم وأمسي ، وقد أعدت زوجتي المنزل لراحتي ، وفجأة .. 

حدث شجار بيني و بينها كان علي اثره أن طلقتها ثلاثا .



ومرت الايام وعدت إلي رشدي وقررت ارجاعها ... 
ذهبت إليها وحاولت مصالحتها ولكنها قالت انني لا يجب ان ارجعها الا اذا تزوجت بآخر .... حاولت افهامها انها كانت طلقة واحدة لانها كانت في جلسة واحدة ولكن كانت محاولاتي في مهب الريح .... 
حاولت مرات عديدة ، حتى اقترحت علىّ ان اسأل شيخاً يظهر على احدى القنوات وهو سيأتى الى مدينتنا قريبا ، انتظرت مجيئه بشوق ولهفة .. 
وعندما جاء ذهبت اليه ، فرأيت رجلا وزوجته يتحاكمان عنده فاستمعت الى حديثهما 
- الذى اشتكت فيه الزوجة سؤء معاملة زوجها لها - 

كان رد الزوج انه هو الرجل فى البيت وان الزوجة يجب عليها طاعته ، وكانت المفاجاة ان رأيت هذا الشيخ وقد انحاز مع الرجل ضد زوجته حيث قال " الرجال قوامون على النساء " ،
ولم يشأ الشيخ سماع المزيد من الزوجة ... 
وعندها تقدمت اليه ورويت له قصتى .. 
فماكان منه الا ان قال انها يجب ان تتزوج بآخر .. 
قلت لها انها طلقة واحدة وليست ثلاث واستندت فى ذلك الى حديث لرسول الله 
– صلى الله عليه وسلم – ، لاحظت القلق والتوتر بدوا عليه وآثار الدهشة على الحضور ولكن سرعان ما اصر الشيخ على موقفه .. 
فسألته على حكمه فيمن سبقونى واوضحت ان الايه التى ذكرها معناها ان الرجل هو الذى يتولى مسئولية البيت ورعايته وليس بان يتحكم ويتجبر على زوجته فازداد قلقه ودهشة الحاضرين ولكن منهم من سئم منى فحاولت انقاذ الموقف وسألته مرة اخرى هل الكفر اسبق فى الوجود من الايمان ؟!
اجاب بسرعة وقد بدا عليه الارتياح والثقة بالنفس نعم واضاف معللا انه لولا وجود الكفر ماكان هناك ايمان فى تلك اللحظة احسست بشحنة من الادرينالين ، 
قد طغت على جميع جوانبى واندفعت قائلا :
ان الايمان هو اسبق وجوداً من الكفر معللا ، بان اول من خُلق من البشر هو سيدنا آدم وقد كان مؤمناً واوضحت ايضا ان الكفر معناه الضلال فكيف نضل اذا لم يكن هناك طريقا او شيئا نضله والكفر ايضا معناه التغطية والستر فنقول كفر الشئ اى غطاه فكيف نستر او نغطى اذا لم يكن هناك ما نستره او نغطيه ..
فى تلك الاثناء شعرت بالقلق اكثر على وجه الشيخ كما شعرت باننى اصبحت غير مرغوب بالتواجد من قِبل الشيخ والحضور الذين راحو يهمهمون بكلمات سمعت بعضها : 

" من هذا حتى يتكلم فى الدين ؟ 
هل يعرف شيئا عن الدين بقدر الشيخ حتى يكلمه هكذا ؟ " 

وازدادت الهمهمة فقررت المغادرة والذهاب الى دار الافتاء حتى 
اعرف أعلى صواب انا ام على خطأ ؟ 
بعد ان ادركت ان هذا الشيخ هو من محافظتنا وينوى الترشح لمجلس الشعب !!

- تمت -
محمود عبدالشفيع ..  18 مايو 2013