جذر و ورقة


ما يحدث في البلاد يجعلنا نفكر ليس فيما يحدث بل في علاقتنا مع الآخرين

أعرف العديد ممن خسروا أصدقائهم ،وآخرين خسروا حقهم في الحديث وصمتوا جميعاً حتى لا يخسرون أصدقائهم

كان مما يثير الدهشة أنني في جلسة أصدقاء بعيدة كل البعد عن الأجواء كأننا نريد أن نستعيد روحنا الضاحكة متناسين بقع الدم على أرواحنا

فأخدنا نسأل بعضنا أسئلة كرسي الاعتراف

وكان نصيبي سؤال : الحب أم الصداقة ؟

وإجاباتي النمطية كانت : كلاهما مهم،كلاهما نحتاجه، لا يمكن أن يعوض هذا ذاك أبداً

وصديقتي الذكية تلقفتني : لكن إذا تم وضعك بين اختيار، هل تختاري الحب أم الصداقة؟

*حضرني حينها موقف حينما سألني أحدهم أيهما أصعب فراق الأحباب أم فراق الأصدقاء ، لأنني جربت الأثنان فيظن الناس بأن لدي إجابة لذلك

أتذكر بحة صوتي والغصة والدمعة اللتان رافقتا الإجابة

"عندما فارقت الحبيب كان لدي أصدقاء بجواري، لكن عند فراق الأصدقاء لم يكن بجواري أحد "

تذكرت هذا الموقف كأنني أعيشه قبل أن أقول لصديقتي : من وضعني في هذا الاختيار ، سأخسره أياً كان هو.

لم يحدث أن فقدت صديقاً أبداً بسبب السياسة ، غير اثنتان اختاراتا أن تفقداني ولم أختر ذلك

ربما حزنت كثيراً لأنني لم أكن أعرف السبب ولم أكن لأعرف لولا أن سألتهم وعرفت أن السبب خلافات سياسية

لم أكن أبداً الشخص الذي يمكنه أن يغير رأيه من أجل أحد ، حتى لو كان هذا الأحد أقرب من النبض.

أنني أقدس الحرية أكبر التقديس ، ولهذا تركت لهم حرية اختيار هذا.

ولم أخسر من بعدهم أي أصدقاء ..

وتعجبت أشد العجب ممن فقدوا أصدقائهم في تلك اللحظات التى لا يمكن أن يمسح الدم فيها من علينا غير الصديق ، لأن الصديق هو من يراه لا المرآة

وفكرت ، إنني أكثر الناس اندفاعاً في التعبير عن آرائهم ، لا مبالية بأي شئ تقريبا ، فلماذا لم اختلفت عنهم؟

أعدت النظر في علاقاتي ، التي معظمها تعتبر سطحية بحكم إنطوائيتي إن لم تكن كلها كذلك، ولكنها مع ذلك تظل صداقة ونناقش فيها الكثير من الأشياء وبحدة ، ونناقش فيها أيضا سياسة وبالتأكيد ثمة اختلافات بيننا

ولكن اكتشفت أن أصدقائي بهم هذا الشئ الذي لم يجعلنا نخسر بعض

وهو أننا دائما واحد متكامل

صديقتي هي من تختلف مع في الرأي

لكني لو مت فهي في مكاني وموضعي حتى تلحق بي

لا يمكن أن تكون صديقتي في أقصى اليمين وأنا في أقصى اليسار

ثمة منطقة مشتركة تجمعنا ، أو بالأحرى تقربنا حتى نتمكن من اللحاق ببعضنا عند السقوط

ثمة مبادئ مشتركة ثابتة ، لا أتصور صداقة بدونها !

الصداقة تقوم على مستوى الروح أولاً والمبادئ جزء أساسي من تشكيل الروح

فالصداقة تتكون حين تكون المبادئ مشابهة ، ومن ثم تتصادق الأرواح ، ومنها تتصادق القلوب والأجساد

لذا لا أتصور أبداً أن يحدث خلاف تنشق به الرابطة

فإن صداقة أمكن في يوم ما أن تنتهي لم تكن في يوم ما صداقة حقيقية ، بل إذا تمكنا من النظر فيها لوجدنا ثمة وهن في الرابطة ، ثمة اختلافات جوهرية جعلت من السهل أن تترك الأيدي بعضها لتمسي في طريق مختلف

الصديق من يأخذ مكاني وقت موتي ، ليس من يتركني مع خلاف سياسي وهو بالتأكيد من لا تختلف مبادءه الأساسية معي .

مريم نصر .. 9 يوليو 2013

ريشة بجناحين !


كنت ذاهب للتسوق مع والدتى ، المكان مكتظ بالسيارات أصوات السيارات اكثر من اصوات الناس ، امرّ بصعوبة ، للتنقل بين البائعين ... 
حينها وجدت شيئاً ابيض وقد اخترق مجال بصرى ، لم اُعِرْ له اهتماما اعتقادا منى بانها ريشة قد طارت من احدى الدجاجات الموجودة فى محل بجوارنا ، لكن سرعان مالفت انتباهى حركاته الغريبة فهى - على عكس الريش - ، تطير كما تشاء مع حركات غريبة ..

دققت النظر لاكتشف ماهية هذا الشئ ..
إنها فراشة ، فراشة بيضاء صغيرة ، ما اجملها اطلت النظر اليها ورحت اسبح فى الخيال ، فاذا انا وقد تحول الشئ الذى تحتى المدعو بالاسفلت، إلى ارض خضراء ، لا وجود للسيارات او الاشخاص فقط انا وتلك الفراشة ، رقدت على الارض وقد شعرت ان السماء الزرقاء الصافية تحضننى ، أخذت اتأمل تلك الفراشة وكيف تحيا وماهو مصدر عيشها ، ولم يكن يقطع تفكيرى الا عندما رأيتها واقفة على يدى ، تنظر إلىّ بعينيها اللتان لا اعرف كيف هو شكلهمها ، وفجأة ، وبينما أتأملها تطير فى الافق ، انهارت فجأة ، واخذت فى الهبوط بشكل سريع ، لا اعرف ماذا حدث ...

افقت من غفلتى لارى حولى السيارات فى كل مكان ، وقد كوّن دخانها سحبا سوداء ، ادركت انها سقطت ، بفعل هذه السحب الدخانية ..
حاولت ان التقطها من الأرض التى تملأها المياه المتسخة واعقاب السجائر المحترقة ، والزجاج المكسور ، لكن كانت السيارة اسرع منى اذ قامت بدهسها ، والمرور سريعاً ، اخذت انظر الى اطارات تلك السيارة وقد التصقت الفراشه باحداهما وهى تمض بعيدا ، ولم اجد ما افعله سوى الرجوع إلى البيت مع والدتى التى نسيت امرها تماما ...

علتى استطيع نسيان ماحدث ، لكنى وبعد خطوات قليلة ، استرعى انتباهى ، شئ ابيض على الارض ، اسرعت نحوه لقد كانت هذا الشئ ، احد جناحيها ، التقطته مسرعاً ، ووضعته بين يدى اتأمله ، وقد تحول لونه بعض الشئ الى الاسود ، قررت ان اخذه معى ...

- تمت -
محمود عبدالشفيع ... 10 يونيو 2013

ثورة الاحتقان !


كنت أؤدى صلاة الجمعة بأحد المساجد القريبة ، وبعد الانتهاء من الصلاة ، قام احد المصلين واستأذننا بانيتكلم قليلاً ،
ثم قال : 

" إن ما حدث فى الايام الماضية ، هو انقلاب على الشريعة " 
وما ان انتهى من جُملته حتى همّ الجميع بالانصراف وانفجر احدهم قائلاً : 
" انتم كاذبون " 

عندها تعَالتْ الأصوات داخل المسجد ، الكل يكره بعضه 
الكل يتمنى لمن يعارضه ان يهلك ، فهذا هو شخص يقول على من ينتمى إلى جماعة الاخوان المسلمين يا " خروف "
هل تراه بقرون ؟!
ام ان هناك صوفاً فوق جلده ؟!
هذا شخص عادى وهبه الله عقلاً ، فاختار ان ينضم إلى جماعة مبدأها السمع والطاعة ، هذا قراره واختياره ، ولا احد سوى الله سيحاسبه على ما قد يفعله وهو فى هذه الجماعة ، وهذا احد الاشخاص الذين ينتمون لجماعة الاخوان المسلمسن عندما يفشل فى اقناع من امامه برأيه او يُهزم فى حوار فيقول له ، " ربنا يهديك " واحيانا ، يعو عليهم ، فهل رأيته كافراً او عاصياً لربه حتى تدعو الله له بالهداية ..

وهل رأيته يحارب الاسلام ويقتل كل من يعتنق الاسلام لتدعو عليه ؟!
كل ماحدث انه شخص عادى ، لاينتمى الى هذه الجماعه والله وحده هو من سيحاسبه على ماقد يفعله ، طالما خارج هذه الجماعة
فاذا كنا قد قمنا بثورة لتعيد بناء مصر ، ثم قمنا باخرى قبل عامين ونصف من اجل نفس الهدف ، فاعلموا ان مصر لن نتهض الا اذا ازلنا هذا الغضب المشحون فى صدورنا وتحاببنا فيما بيننا ....

وتعاوننا على الخير وليس على الشر كما يحدث الآن .

محمود عبدالشفيع ... 8 يوليو 2013

مقصلة ،،




كان كل ما طلبته الصراخ فقط ..


- الأمل ليس لنا يا مريم ، إنه للجيل القادم

- ونحن ؟ أليس لنا حق أن نعيش مثلما يعيش؟ أن نتمتع بوطن جميل مثلهم؟

الأمل ترف، لم أعد أملكه ، وليس لقلة إيمان بل لأنني أملك ذاكرة حقيرة لا تحتفظ بأي شئء سوى الجرائم .

- إنني مريضة يا صديقتي . مريضة وبحاجة للعلاج أنا أشعر بالذنب لأنهم ماتوا ولم أمت ! لم يكن بيدي شئ أفعله لهم وقتها لكن الآن أن أهدر حقهم باحتفال ، بسكوت. هذا يمزقني .

- الوطن بحاجة إلى ذلك يا مريم ، هناك اختلاف..

- لا اختلاف ، الكارثة قادمة . لا أعرف كيف تفكرون؟ من قتلني مرة هل لو ارتدى أجنحة الملاك لن يقتلني ثانية ؟ هذا عبث..

الأمل ترف،لم أعد أملكه ، وليس هذا استسلاما بل .......

- ما الوطن يا مريم ؟


(اكوي مكان الطلقة و استحمل ، لازم تعيش ، فاضل كمان طلقة *)

أعرف هذا الذي يضرب بالرصاص ويقاوم ، لماذا يقاوم؟ محركه الأساسي إما أمل عظيم أو يأس أعظم ، يقف حتى يبث أمل أو لنفث غضب

وأنا كيف أنفث غضبي الآن؟

كنت أريد أن أضحي بك أنت الذي أحبه أكثر من نفسي ، أردت دوماً حثك على الخروج للمظاهرات ، للاشتباكات ،مع الحق أعرف أنك دائماً مع الحق ،وكنت أدعو أن تكون من جنوده الدائمين ، لم أكن أخشى عليك رغم أنني لا أعرف كيف يمكن أن تكون حياتي بدونك

أردت أن أقدم لهذا الوطن أنت وأنا معاً ، أن نموت في سبيل حريته ، في سبيل إيقاظه وفتح عينيه؟

والآن تخبرني بكل بساطة أن الأمل ليس لنا !

هل أموت لأمل ليس لي؟


(ماذا يفعل المطعون بسكين في الظلمة،غير الارتعاش حتى في النور **)

سنعود مرة أخرى وحدنا، نقتل لوحدنا ،وتبكي عيوننا علينا ،ولا أحد يحضر جنازتنا..

- هذا ليس عبث يا مريم، هذة حنكة واستغلال لصالح الثوار.

- لو لم يكن عبث فإنه سياسة والسياسة تقتل الثورات.

- هذه ثورة ، لكن أنتِ لا تفهمين.

- عندك حق . أنا لا أفهم سياسة ولا ثورة .لكني أفهم مبادئ.

دماء، عيون ، نظرة علاء ، صرخة مينا ، ابتسامة الشيخ عماد

لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

- الوطن هو المكان الذي لا نموت فيه برصاصة ولا بقهر

- توجد أماكن كثيرة هكذا، لكن الوطن هو الناس، إن لم تحبي هؤلاء الناس، فابحثي لكِ عن أناس آخرين تحبينهم وحينها سيكون لديكِ وطن آخر.

......... الرصاصة نفذت ولا ممرض، أسمع تصفيق ، بالتأكيد لا يصفقون على طريقتي في السقوط التي استغرقت طويلاً ، لم أسقط بعد، لكن تصفيقهم لماذا؟لا يمكن أن ...........؟

- هل حب الناس يلزم بالضرورة أن أحب عقولهم ؟

- لا . لا يلزم، لكنك ستدفعين ثمن حبك في كل الأحوال.

إنه ........ء..ء......... على المنصة !

- أنا أكره تفكير هؤلاء الناااااااااااااااااااااااااااااااااااس

آه،آه،آه

- لقد اخترتي أن تحبينهم

- لقد أحببتهم نعم ، لكني أحببت من ماتوا أكثر ..

-------------------------------------
*أحمد الطحان
**هاني القط

مريم نصر ... 4 يوليو 2013

جددوا السور ياخال !!



مدرسة اطسا الإعدادية التى تغير اسمها لمدرسة الشهيد عبدالرحمن نبيل الذى استشهد اثناء ثورة يناير . 
مدرسة اُنشأت عام 1923 - حَسَبَ كا قاله مدير المدرسة -
فقد كانت مدرسة للتعليم الثانوى ،
ومنذ حوالى سنة قاموا بتجديد السور المُحيط بها ، وطلاء حوائط المدرسة بحيث بدتْ ، لكل من يراها أنها بنيت من جديد . 
كلمات قصيرة ، وغير مفهوم معناها .. 

ولكن اذا تأملنا فى هذه الكلمات ، نجد انها تُعبرّ عما يحدث الآن فى مصر ، فمصر عاشت فى عصور ظلام كادت ان تسقط فى اى لحظة لولا حماية الله وعندما اتت ثورة يناير لتُعيد مصر الى مكانتها وتلغى الحزب الحاكم وتعطى معنى جديد للحرية ، ولكن مالذى حدث ؟!
أُجريت انتخابات مجلس الشعب وحصل فيها حزب بعينه على اكثرية وليس اغلبية المقاعد - كما يقولون -
بعد أن نالو عطف الناس ، ووعدوهم بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية ، ثم فُوجئ الجميع بترشحهم ، اثنين منهم للرئاسة لضمان خوض احدهم السباق الرئاسى ، وفازوا بها واصبحوا هم السلطة التشريعية متمثلة فى مجلس الشعب ، والسلطة التنفيذية متمثلة في الحكومة و إن كان مجلس الشعب قد تم حله فقد كان الشوري يقوم بمهامّهْ
ثم توالت الاشياء بعد ذلك و أصبح لا يوجد اي شئ مهم في مكان ما إلا و تسمع اسم شخص بارز في هذا الحزب وقد حل ضيفا فيه حتي اذا كان بدون دعوى !! ،
فهذا ما حدث في مصر قمنا بإزالة حزب ليأتي إلينا آخر ، أي قمنا بما يشبه عملية التجميل ، أزلنا وجه مصر القديم ووضعنا غيره دون المساس بالجسم الأصلي لها الذى يبدو عليه الضعف والهوان ثم اتت انتفاضة الشعب مرة اخرى ليعلنوا انهم يرفضون هذا النظام وهذا الحكم
وآمُلْ ان تنجح هذه المرة ويعيدو بناء مصر بدلاً من تجديد اسوارها .

محمود عبدالشفيع ... 8 يونيو 2013