لحن

ارجع بالكرسي إلى الوراء .. أسلم رأسك للفراغ ، وتأمل السقف ، هذه عادة من يلحنون ، أو من يحاولون فعل هذا ... دعنا نضع بعض التغييرات ، لمسات أخيرة على هذه العادات ..
 الألحان ليست بهذه البساطة ، سيكون الأمر عسيرًا إن كانت تجربتك الأولى ، إنها الموسيقى يا عزيزي ، وعليك أن تثق بها أكثر من ذلك .. كن واثقا أن المسوخ ينتابها لحن من أي نوع ، حتى وإن كان لحنا عدوانيا ، لذا لن يكون مستحيلا أن تجد لحنا بدائيا ما عند هذا الركن ، لا ، أبعد قليلا ، نعم هذا الذي على اليمين .. وعليك أن تكون ممتنا لأنك أصبحت تنظر إلى قلبك بشكل مباشر ، نعم .. وثِق تماما أن الألحان الدفينة تكون خلف القلب ، ومن داخله .. يمكنك أن تعتبر القلب لحنا كبيرا من الدقات ، مع إيقاع خافت يصنعه تدفق الدم .. واحد ، اثنان .. واحد ، اثنان .. رقصة تختلف  .. نغمات أخرى بمعانٍ أخرى .. معانٍ كالحياة ، لولا هذا اللحن الضعيف ، الذي لا يهتم به أغلبنا كثيرا ، لما كنّا أصلا ..
 سوف نحاول استخراج اللحن ، لن نستأصله .. فقط سنحاول اجتذابه ناحية العقل والأذن ..  أها ، ها أنت تفهمني .. صدقني عليك أن تجرب هذا مرة أخرى ... سيكون الأمر سهلا من الآن .. نزحف نحو العقل .. لا يهم ، اترك هذه النغمات تسبح في الشريان التاجي ، ستتبعنا وحدها لا تقلق .. دعها تغوص بين العروق ، تتسابق بين كرات الدم البيضاء والحمراء ... والقلب يخفق في استمتاع .. لا تفلتها كلها .. هكذا سنفقد اللحن قبل وصولنا إلى محطتنا الأخيرة ... واحد ، اثنان .. العقل ينبض ، وعضلات الجسد ترتخي ، تتمايل في سلام ... ها هو النخاع العصبي ، انظر كيف يردد اللحن في هدوء  .. ! .. الجسد كله يحيا ، وتتراقص الخلايا في نشاط .. واللحن يخرج للوجود .. هنا ، من الأذن ، ينصبّ على سطور الكراس  .. ترتج الأوتار قبل أن تمسها يداك ... ترتج .. والقلب ينبض .. واحد .... اثنان ..... 


30 أغسطس 2013

إياد عصام الزهيري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق