مابين الأنا وضميرها وربها



ارفع رأسك ..  انزلها يمينا ويساراً بدلها على جانبيها ، انظر الى سقف الغرفة ومن ثَمّ الى الجدران الاربعة 
ثلاثة جدران ؟  ، اياً كان .. تسكن فى العراء ؟ 
. لا بأس انظر الى الخلاء المحيط .. دع بصرك وبصيرتك ينطلقان معاً
فلنتظر .. واتبع النظرة بالسكون والثبات بلا اى هزة دقيقة تحدث خللا بسيطاً فى تفكيرك 



اها ... لقد مرت الآن تلك الحسناء مرتدية المعطف الازرق اللامع تحت ضوء القمر الشاعرى لا تفكر كثيراً ، انهض من مكانك ، قُمّ وانطلق ، أستركض لتصل اليها ؟! لا .. حسنٌ انطلق بهدوء وثبات لا تعترض طريقها بل سِر بانتظام مع حركتها 


كم مرة مرت من امامك وترددت فى النهوض ؟ ، الخامسة والعشرين ، اليس كذلك ، كعادتها تمرّ يوميا منذ بداية ذلك الشهر المشئوم وهى تمرّ ، اعرف اعرف ، هى من تهوّن عليك مرارة ايام المشئوم البائس .حسناً اتركها تلك الليلة وانتظر لليلة  
. المقبلة واستجمع قواك كلِها غداً وفى نفس الوقت انتظرها فى مكانك 


. فلنرجع .. استمر كما كنت تفعل آنفاً ، لا تدع تلك الحورية تقطع اتصالك بعالم الرب

حدّق حدّق بقوة ، بقوة اكثر ، كفى كيلا تُصاب بالارهاق اترى تلك الشجرة القصيرة ، كم عمرها ؟ ، 25 عاماً ، اليس كذلك ، اها اليوم هو عيد ميلادك الخامس والعشرين بالتأكيد عُمر تلك الشجرة بتماشى مع عمرك ، او تسبقك بسنوات قليلة ،  
. شهدت ولادتك تحتها على وجودها

اها ، يالك من محظوظ ، أم متشردة وأب سكّير كيف سينجبان مثلك او على الاقل كيف كان لطفل حديث الولادة ان يبقى  
. للخامسة والعشرين من عمره ؟ ، الا اذا كان محظوظاً .. فلنشكر الله على ذلك   


حسنٌ ابتعد بنظرك مرة اخرى .. اها الجميلة مرة اخرى ، تدخل منزلها ، من هذا الذى يُقبلها , اهدأ لا تفقد سكونك ، انه
. والدها قُبلة على جبينها تحية العودة من العمل .. اتركها ليست هى ما اقصد 

بالطبع هذا هو ما اقصد ذلك المنزل ، لا لا تماسك ، أستبكى على اللبن المسكوب 
. قُضى الامر لا تتمادى وتحزن اكثر من اللازم .. 

اعرف اعرف ، ابوك وامك يسكنان فى نفس المنزل 
لكن كل منهما قد تزوج بآخر ويعيشون معاً
. اربعة فى منزل واحد .. ويتركونك تتسكع بالخارج .. لا بأس دعهم وشأنهم   


انظر فوقك مباشرة واترك عالم الارض هذا ، اترى ذلك النجم الذى امامك .. بالضبط يلمع بشدة ، يبدو قريباً على غير عادته 
" وحيداً بدون رفقة عائلته  " النجومية  ، 
انه يُشبهك 


لا بد وانها اشارة من الله لك ، ياالله على رحمته  .. لم يتركك وحيداً فى ذكرى ميلادك بل ارسل إليك نجماً يرسل التحيات ... تركك اصدقاؤك وذهب كل منهم الى امرأته ليرمى نفسه فى احضانها وينعم بضحكاتها ودفئها الليلى ... وانت هنا تنتظر رؤية تلك الحسناء ، وتتذكر فى كل مرة تجلس فيها هنا نفس الذكريات .. كفى هراء  ... انت متشائم اعلم ذلك .. لكن لا بأس ..
. الله هنا  وسينقذك  اعتذر له فهو  يسمعك  ، انك لم تصلى له اليوم الفروض كاملة   

 . اعرف اعرف ، سيسامحك بالطبع ، لكنّك لن تكرر فعلتك ثانية  . اليس كذلك ؟ اصدقك ، اصدقك   

.. آآآآآآآه 
ألا تستطيع اخذ انفاسك ، ان صدرك يضيق ... ماذا بك  .. فلنسأل الله عما بك علّه يجبك 
. هو الحكيم والمداوى والعالم بسرك الآن

.. اسيأخذك اليه الان ، اها ، انه يدعوك لتأتى اليه .. انتظر قليلاً
استصلى له الآن وانت تحتضر  .. اها ..  تحبه كثيراً اعرف واليوم هو ذكرى ميلادك

الآن فهمت  ، يريد ان يجعل منه تاريخاً مزدوجاً اليس كذلك .. 
. الوداع يارفيق 
- تمت -

عبدالله فرحات 
سبتمبر 2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق